خلال العام 2018.. استشهاد أسيرين ضرباً وعشرات حالات التعذيب

رام الله - دنيا الوطن
وثقت مؤسستا نادي الأسير والضمير المئات من الشهادات لمعتقلين، تعرضوا للضرب أثناء عملية الاعتقال، وكان معظمها تتم من خلال الضرب بأعقاب البنادق على أنحاء متفرقة من الجسد، دون أدنى مراعاة لإصابة بعض المعتقلين بأمراض ومشاكل صحية، علماً أن عمليات الاعتقال تطال كافة شرائح المجتمع منهم الأطفال والنساء.

وقد وردت العديد من هذه الشهادات من خلال المعتقلين في مراكز التوقيف الأولى، كمركزي "عتصيون" و"حوارة"، حيث أكد العشرات من المعتقلين خلال زيارات أجراها المحامون لهم عقب عملية اعتقالهم بفترة وجيزة، بتعرضهم للضرب المبرح والتهديد أثناء عملية الاعتقال، علماً أن جزء منهم من الأطفال وكبار السن والجرحى والمرضى.

ومنذ بداية العام الحالي 2018 وثقت وتابعت المؤسسات الحقوقية استشهاد معتقلين اثنين أثناء عملية اعتقالهم، جراء إطلاق النار عليهم وتعذيبهم بالضرب، منهم الشاب ياسين السراديح من أريحا، الذي اُستشهد عقب اعتقاله في تاريخ 22/2/2018، حيث كشف شريط فيديو لحظات اعتداء جنود الاحتلال بالضرب المبرح على الأسير السراديح، فيما كشفت عملية تشريح جثمانه أنه قتل برصاصة في أسفل البطن أطلقت عليه من مسافة صفر، وفي تاريخ 18/9/2018 اُستشهد الشاب محمد الريماوي من رام الله، عقب تعرضه للضرب على يد قوات خاصة من جيش الاحتلال خلال عملية اعتقاله من منزله.

وترى المؤسسات أن عملية اعتقال وقتل جيش الاحتلال وقواته الخاصة للمعتقلين الفلسطينيين أثناء اعتقالهم، هو استخدام مفرط للقوة، وتؤكدان على استمرار الاحتلال في سياسة إعدام الفلسطينيين خارج نطاق القانون، بغطاء كامل من الجهات السياسية والقضائية والأمنية في دولة الاحتلال.

التعذيب خلال فترة التحقيق

ومن ضمن الحالات التي جرى توثيقها خلال عام 2018 لمعتقلين تعرضوا للتعذيب أثناء التحقيق في معتقلي "المسكوبية" و"عسقلان" الأسرى: عمر الكسواني، ووسام ربيع، ويحيى علوي، وإسلام دار طه، وإسلام أبو حميد إضافة إلى الأسيرة لمى خاطر.

الأسير عمر الكسواني:

اعتقل الشاب عمر حسن الكسواني في تاريخ السابع من آذار 2018 على يد قوات "المستعربين" من داخل حرم جامعة بيرزيت، ومن خلال زيارات أجراها المحامون أكد الكسواني في شهادة له أنه تعرض للضرب على كافة أنحاء جسده أثناء عملية اعتقاله، واستخدم جنود الاحتلال عصا كهربائية لضربه، إضافة إلى أيديهم وأرجلهم، وخلال تواجده في السيارة العسكرية تعمدوا استخدام كلمات بذيئة بحق عائلته، وتابعت سلطات الاحتلال تعذيبه داخل التحقيق في معتقل "المسكوبية" من خلال احتجازه في زنزانة ضيقة تنتشر فيها الحشرات، إضافة إلى التحقيق المتواصل معه لساعات تصل إلى (18) ساعة يومياً، وحرمانه من النوم، وتقييده بكرسي طوال الوقت، وإحضار والدته للضغط عليه؛ بالمقابل فقد واجه الأسير التعذيب بالإضراب عن الطعام والذي استمر لأكثر من أسبوعين.

الأسير وسام ربيع

اُعتقل الشاب وسام ربيع في الـ30 من آذار2018، وخلال شهادته للمحامي أكد أنه تعرض للتعذيب، وذلك من خلال التحقيق المتواصل والمكثف معه والذي امتد في بعض الأحيان لـ (48) ساعة، إضافة إلى حرمانه من النوم، وضربه، حيث أُصيب الأسير جراء ذلك بانهيار عصبي، ولم يكتفي المحققون بذلك بل قاموا بعزله انفرادياً وهو مقيد اليدين والقدمين؛ بالمقابل فقد واجه الأسير أساليب التعذيب بالإضراب عن الطعام لمدة يومين.

الأسير يحيى علوي

اُعتقل الشاب يحيى علوي في الـ 27 من آذار 2018، حيث تعرض للتعذيب أثناء الاعتقال والتحقيق، ووفقاً لشهادته فقد استخدمت قوات الاحتلال خلال عملية اعتقاله الكلاب البوليسية، واعتدت عليه بالضرب المبرح، واستمرت عملية تعذيبه خلال التحقيق من خلال التحقيق المتواصل والذي استمر لساعات امتدت من (18-20) ساعة في اليوم، كذلك واجه الأسير التعذيب بالإضراب عن الطعام لمدة أربعة أيام.

الأسير إسلام أبو حميد

اُعتقل الشاب إسلام ابو حميد في تاريخ السادس من حزيران 2018، حيث تعرض لتحقيقٍ قاسٍ ومكثف من خلال ثمانية محققين، حققوا معه طيلة ستة أيام بشكل متواصل، ورافق ذلك حرمانه من النوم، والإبقاء عليه مقيد اليدين والقدمين، كما استخدموا معه أسلوب الهز في التحقيق، إضافة إلى التهديد والشتم.

الأسير سلام دار طه

اُعتقل الشاب سلام دار طه في تاريخ 31 آب 2018، حيث تعرض لتحقيقٍ قاسٍ ومتواصل استمر في بعض الأحيان لمدة (24) ساعة وقد أوقفوا التحقيق معه لمدة ثلاث ساعات نقلوه خلالها إلى العزل الانفرادي، ثم استأنفوه مجدداً، وهددوه بالاستمرار معه التحقيق معه بنفس الوتيرة واعتقال عائلته، إن استمر بإنكار التهم الموجه له.

الأسيرة لمى خاطر

الأسيرة لمى خاطر (42 عاماً) من الخليل، اعتقلت في الـ 24 من تموز 2018، حيث تعرضت لتحقيقٍ مكثف، تخلله أساليب ضغط وتهريب وتهديد بشكل متواصل، واستمر التحقيق معها في معتقل "عسقلان" لمدة (34) يوماً قبل أن يتم نقلها لاحقاً إلى معتقل "هشارون، حيث أكدت في عدة شهادات لها "تعرضها للتعذيب من خلال حرمانها من النوم، والتحقيق معها لساعات تصل لـ(20) ساعة يومياً، وتهديدها بعائلتها، وأنها ستكون سبباً باعتقال آخرين إن لم تعترف بالتهم الموجه لها، كما أجبرها المحققون على تناول الطعام داخل غرفة التحقيق، وتقيدها طوال الوقت بكرسي، يُشار إلى أن الأسيرة خاطر متزوجة ولها خمسة أطفال.

التعذيب خلال عمليات الاقتحامات والنقل "البوسطة"

ووثق التقرير عمليات اعتداء على أسرى أثناء عملية نقلهم عبر عربة "البوسطة" وذلك على يد قوات "النحشون" التي سجلت أعلى عمليات اعتداء، وكانت أبرز هذه الحالات الشهيد عزيز عويسات من القدس الذي استشهد بعد تعرضه للضرب والتعذيب على يد قوات "النحشون" أثناء عملية نقله، وعلى إثر ذلك أُصيب بجلطة أدت إلى استشهاده في مستشفيات الاحتلال في تاريخ 19/5/2018، وما تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه حتى الآن.

التعليقات