الانتخابات الإسرائيلية.. هل ستكون الخلافات بين نتنياهو وسموتريتش سببًا في تأخر تشكيل الحكومة؟

الانتخابات الإسرائيلية.. هل ستكون الخلافات بين نتنياهو وسموتريتش سببًا في تأخر تشكيل الحكومة؟
توضيحية
خاص دنيا الوطن- مدلين خلة ولاء البرعي
بعد فوز اليمين المتطرف (الليكود واليهودية الدينية والعظمة الدينية)، بزعامة بنيامين نتنياهو وسموتريتش وإيتمار بن غفير، في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، توصل حزبا (ليكود) و(العظمة اليهودية) إلى اتفاق ائتلافي أولي يمهد الطريق في قادم الأيام لتوقيع مزيد من الاتفاقات مع شركاء حكومة نتنياهو المرتقبة.

وسيتولى بن غفير حقيبة الأمن الداخلي، مع صلاحيات واسعة تشمل إدارة شرطة حرس الحدود في الضفة الغربية .

كما ستسند إلى حزب بن غفير وزارة تطوير الجليل والنقب، وستوكل للوزارة أيضا صلاحيات تسوية وضع المستوطنات العشوائية في الضفة، وسيحصل حزب العظمة اليهودية أيضا على رئاسة لجنة الأمن الداخلي بـ (كنيست) ونائب وزير الاقتصاد.

وكان نتنياهو يسعى إلى تشكيل حكومة جديدة بسرعة، ولكن ظهرت خلافات بينه وبين حزب الصهيونية الدينية بزعامة بتسلئيل سموتريتش، إذ طالب نواب الحزب الأخير بأن يتولى سموتريتش منصب وزير الدفاع.

وسبق لنتنياهو أن صرح قبل إجراء الانتخابات الإسرائيلية بأنه في حال فوز الليكود سيحتفظ بالحقائب الثلاث الكبرى وهي الدفاع والمالية والخارجية.

وأجمع خبيران في الشأن الإسرائيلي أن الخلافات التي تدور بين نتنياهو وسموتريتش عقب انتهاء الانتخابات الإسرائيلية، لن تؤثر على تشكيل الحكومة  والتي سينجح رئيس حزب الليكود في تشكيلها خلال الفترة التي أعطيت له.

وأكدا على أن العالم أجمع متخوف من هذه الحكومة التي سيكون الطابع الديني والقومي مؤثر عليها.

من جانبه، قال المختص بالشأن الإسرائيلي سعيد بشارات: إنه وبعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية فإن  "الخلافات بين نتنياهو وسموتريتش تدور حول الحقائب الوزارية الكبرى، إلا أنها لن تؤثر على تشكيل الحكومة".

وأضاف في حديثه لـ"دنيا الوطن": أن "سموتريتش يحاول أن يبتز نتنياهو قدر الإمكان للحصول على صلاحيات أكبر داخل الحكومة، لكي لا يكون دوره يقتصر على وزارة معينة فقط.

وتابع: "هناك محاولات حثيثة في هذه الأيام المهمة لتشكيل حكومة وذلك ضمن الوعودات التي كانت قبيل الانتخابات الإسرائيلية، حيث تم الاتفاق بين درعي وسموتريتش على أن أحد أعضاء الصهيونية الدينية هو وزير للجيش".

وأوضح بشارات أن سموتريتش يعلم بذكاء وخداع نتنياهو ويحاول أن تكون سياسته سائدة في الحكومة الجديدة لذلك وافق على أن يضع بوزراة الجيش  وزير من الصهيونية الدينية، موضحاً أن دخول سموتريتش في وزارة الجيش له تأثير كبير على الضفة.

وأشار إلى أنه سيتم تشكيل الحكومة في الأيام القليلة القادمة وخلال الفترة التي أعطيت لنتنياهو عقب الانتهاء من الانتخابات الإسرائيلية، إلا أن الذي يجب أن نعرفه هل سيكون شكل الحكومة نتنياهو أم بن غفير وسموتريتش.

وشدد على ضرورة أن نتأكد من أن الصدام بين نتنياهو والدينية اليهودية واليسار ربما سيعود في حال لم ينفذ أي طرف طلبات الطرف الثاني، وهل سيكون هذا الصدام سبب في انهيار الحكومة أم سيتم حله دون الوصول لهذه المرحلة.

بدوره، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي عامر خليل أن هناك تعقيدات وعقبات استجدت بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية، وذلك بالمفاوضات الجارية بين نتنياهو وسيموتريتش حول الحقائب الوزارية بشكل أساسي والصلاحيات التي يمكن ان يتولاها سموتريتش.

وقال خليل في حديثه لـ"دنيا الوطن"، إن "هذه العقبات لن تدوم طويلا وسيتم حلها والتوصل للتفاهمات في غضون أسبوع من الزمان، والإعلان الحكومي خلال الأسبوع القادم".

وأضاف: أن "العقبة الأساسية تتعلق بمطالب سموتريتش التي كانت قبل الانتخابات الإسرائيلية، فعلى سبيل المثال بنقل صلاحيات ما يسمى بالإدارة المدنية من وزارة الأمن، وزارة الحرب الإسرائيلية الى وزارة المالية التي سيتولاها وهذه مسألة غير واضح كيفية التعامل معها".

وأوضح أنه "من مصلحة كل الأطراف باليمين الإسرائيلي الليكود والصهيونية الدينية أن يشكلوا هذه الحكومة وأعتقد أنه لن تسير الأمور بسلاسة واضحة نتيجة لمواقف الصهيونية الدينية خاصة بن غفير وسموتريتش فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالصراع والاستيطان".

وأشار إلى أن نتنياهو يريد وبعد فوزه في الانتخابات الإسرائيلية، أن يحافظ على الوضع القائم حوله حتى لا يحدث صدام مع المجتمع الدولي او الولايات المتحدة الأمريكية، بهذا الصدد خاصة مسألة توسيع الاستيطان والمصادقة على البؤر الاستيطانية والتي تبلغ حوالي 147، إضافة إلى الخطوات التصعيدية التي أعلن عنها بحق الأسرى.

وشدد على أنه وخلال الـ28 يوم مع إضافة أسبوعين له سيتم تشكيل الحكومة وتذليل العقبات أمام الجميع للبدء بالعمل دون تأخير.

التعليقات